إلى متى ستستمر أزمة المبدعين البحرينيين في الفن التشكيلي، وإحباطهم السنوي للمشاركة في المعرض السنوي للفن التشكيلي ..ولماذا يتبع المسئولون في هيئة الثقافة والآداب الغموض المتكرر كل عام حول المحكمين اللذين يستقدمون مؤخراً حسبما علمت من خارج البحرين لمدة يومين لاختيار اللوحات التي تتناسب مع شروطهم لمعرض يفترض فيه أن يشارك به أكبر عدد من المبدعين وخصوصاً الفنانين الشباب
الفنانون البحرينيين من حقهم أن يعرفوا من هؤلاء الخبراء وما هو مستوي شهاداتهم الفنية وهل هم معروفين عالميا ..وكيف يمكن أن يحكموا على المئات من الصور المعبرة عن اللوحات الثلاثة ذات الموضوع الواحد في يومين ..ولا أدري لماذا يحددوا أن يكون الموضوع واحد في اللوحات الثلاثة.. لا توجد هذه الشروط في المعارض الدولية ولا العربية لكي يشارك الفنان بلوحاته.
طلبت مني اليوم ممثلة لمعرض عالمي في ولاية "ميامي" في أمريكا .. أن أشارك في هذا المعرض في ٢٦ يناير وطلبت مني عشرة لوحات لعرضها في المعرض وفي موقعهم في الأنترنيت لأنها أعجبت كثيرا بألوان لوحاتي .. ووعدتها أن أفكر في الأمر لكي أقرر ..لم تقل لي هذه السيدة أن علي أن أرسل عدة لوحات ذات الموضوع الواحد لإن أسلوب الفنان في التلوين يميزه عن غيره من الفنانين لا الموضوع الذي يكرره ثلاث مرات....وإذا كان كل فنان سيضع ثلاث لوحات يعلم الله كم تبلغ أحجامها فأين ..ستوضع لوحات عشرات الفنانين البحرينيين المبدعين لوحاتهم في هذا المعرض
من الضروري أن يوضع حيز من المعرض للفنانين الكبار.. ويترك باقي المعرض لإنتاج الفنانين الشباب لكي تتطور الحركة الفنية في البحرين.. وأعتقد أن الفنانين الكبار في المجلس الأعلى للفنون والآداب قادرين علي تقييم اللوحات على مهل لا من صورة وإنما اللوحة نفسها.. وذلك بدل أن نأتي بفنانين من خارج البحرين ويعلم الله كم تدفع لهم هيئة الثقافة والفنون من المال ليقوموا بمسألة التقييم
المفروض أن تتيح هذه الهيئة الفرصة لأكبر عدد من الموهوبين للمشاركة في هذا المعرض السنوي هناك بعض الفنانين يبدعون في الفن التجريدي وينتجون حسب مشاعرهم التي تخطر لهم في لحظة الإبداع ..ولا معنى أن يعيدوا عمل نفس الموضوع للمرة الثانية والثالثة ليشاركوا في المعرض ..المهم أن يكون تكون أعمال الفنا ن إما واقعية أو انطباعية أو تجريدية .
..كما أنني لا أجد أن من الحكمة أن يضع كل فنان ثلاثة لوحات لإن هذه اللوحات بعضها بأحجام كبيرة وستأخذ مكان كبيراً في المعرض ..ولن يسع لعدد كبير من الفنانين البحرينيين المشاركة إذا كان المعرض في قاعة المسرح الوطني مثلما كان يحدث في السابق.
كانت المعارض السنوية في عهد وزير الأعلام طارق المؤيد رحمه الله ناجحة جداً .. وكان هذا المعرض الكبير الذي يقام في قاعة متحف البحرين يعتبر بمثابة عرس فني يشارك فيه الكثير من الفنانين بمستويات مختلفة حيث توضع الأعمال الفنية لكبار الفنانين في الواجهة.. احتراماً لمكانتهم الفنية والتاريخية.. ثم توضع بقية اللوحات لفناني البحرين الشباب ..ثم حيزا للفنانين اللذين ابتدئوا في ممارسة الفن منذ فترة قصيرة.. لكن أعمالهم بها جماليات فنية واضحة تنبئ بمستقبل ناجح كفنانين وفنانات تشكيليين ..وهو ما حدث مست
وكان المعرض شبيه بعرس ثقافي جميع المشاركين فيه سعداء بإنتاجهم وتقدير وزارة الأعلام لهم.
وبالفعل فقد تطور أنتاج هؤلاء الفنانين وأصبحوا معروفون في المعارض الفنية وفي المجتمع الفني.
هكذا تتطور موهبة الفنانين البحرينيين الشباب والشابات ..ويشعرون أن وزارة الثقافة والفنون تهتم بهم وتضع لهم جانب من المعرض لعرض أعمالهم وتزداد ثقتهم بقدراتهم الفنية .